مادة اللّغة العربية

المستوى: الثالث متوسط
المدّة : ساعة واحدة
امتحان تجريبي في مادة اللّغة العربية

السند/
وقفت الشمسُ في الأفقِ البعيد تُرسِلُ آخر شُعَاع لها، وامتدّ الظّلامُ كثيفا على المدينةِ،
فَخَنَقَ فيها حتّى الهواءَ ، فما تميلُ عشْبَةٌ ، ولا تختلِجُ ورقةٌ، وكان القنديلُ في رِوَاقِ السّجن
شاحبًا تَتَدافعُ دخنَتُهُ من القنديل متسارعة ، والسجناء واقفون مختالين في بطء تخالهم أسودا في أقفاص. كانوا يحسّون بالموت يَرُودُ حولَ السّجْنِ، فما يَسْعُلُ أحدٌ أو يتحرّك حتّى تعلو القلوبُ في الصّدور، وتطلّ الرّؤوس على الأبواب، وتتبادلُ العيونُ نظراتِ فيها البطولةُ والذعرُ والتّحدي، دقّت الساعة التاسعة، فانفرج بابُ الرّوَاقِ، وانتصبتْ فيه عينان، وانطلق صوتُ:
‹‹إبراهيم! البسْ ثيابك واخْرُجْ ››.
مالتْ الوجوهُ مَيْلَةً واحدةً إلى إبراهيمَ ثمّ خرج وهو يجيلُ نظرَهُ في إخوانه مرّة أخيرة
ويقول:‹‹ اوصيكم بأبنائي. قولوا لهم: ولا تحسبّن الذين قتلوا في سبيل الله ... لم يدعْهُ الحارسُ يُكْمِلُ الآية الكريمة ؛ إذ هجم عليه ومسكه من كتفه وقذفه إلى الخارج بعدما أطبق البابَ على السجناء وهم يهلّلون ويكبّرون وينشدون، وخيّم الظّلامُ ثانية، فالتفت الباقون بعضهم إلى بعض
وتأملوا مكان أخيهم وقد استوحش، فليس فيه إلاّ حذاءٌ تحت السرير مقلوب، ووسادة قد زحزحت عن مكانها، فوقها كتابٌ مفتوح على سطور سوداء، وعمّ السجن سكون ثقيل حزين
لا يُسْمَعُ فيه إلاّ وقعُ قدميْ رئيسِ الحراسَةِ في نزهته الأبديَّة.
( توفيق يوسف عواد – بتصرف- )
1- البناء الفكري: ا- هات فكرة عامة للنّص. (01 )
ب- في النّص عبارة تدلّ على الشجاعة الممزوجة بالحزن. فما هي؟(01 )
ج- اشرح المفردتين التاليتين: تخالهم – يَرُودُ
2- البناء الفنّي:
ا- ما نمط النّص معلّلا ذلك (02 )
ب- استخرج من النّص صورة بيانية وبيّن نوعها (02 )
3- البناء اللّغوي:
ا- استخرج من النّص جملة اسمية تقدّم فيها الخبر ، معلّلا ذلك. (02 )
ب- اعرب ما فوق الخطّ. (03 )
ج- استخرج من النّص فعلا سداسيا وهات مصدره. (01 )
4- الوضعية الإدماجية (08 )
عانى المجاهدون الجزائريون آلام التعذيب والقتل في سجون الإحتلال الفرنسي، وكانوا
يقابلون ذلك بصبر وشجاعة ، على ضوء هذا القول اكتب فقرة في حدود ثمانية اسطر قصّة
بطل قرأت عنه أو سمعت عنه كيف واجه آلام التعذيب والقمع من طرف الاحتلال الفرنسي،
موظفا فيها : جملة اسمية تقدّم فيها الخبر على المبتدأ- صيغة المدح وصيغة الذّم – محسّنا بديعيا.

بالتّوفيق إن شاء الله